إن الناظر في مكانة المرأة لدى الشعوب القديمة يرى أن شرائع تلك الأمم قد أهدرت مكانة المرأة ، وحرمتها كثيرا من حقوقها فقد أحرمتها أهليتها الكاملة في ( الالتزام ، والتصرف ، والوجوب ، والأداء ) فلم يعد لها أي حق سواء كان إنساني أو اجتماعي أو اقتصادي أو قانوني أو حتى أن بعض تلك الشرائع قد أباحت التخلص منها مثل ما قال
( كونفوشيوس ) بأنها متاع تباع وتشترى ، كما كان للأب إذا بشر بمولدها حملها فورا إلى السوق ليبيعها بأبخس الأثمان فإن لم يجد الشاري وهبها لأول عابر سبيل ، وكان من حق الزوج أن يطلب من زوجته ألا تتزوج بعده وأن تحرق نفسها عند موته تكريما له ، وظلت حوادث حرق الزوجات تقع في الصين والهند إلى أواخر القرن 19.
وكذلك الأمر عند اليابانيين واليونانيين ، الذين منحوا الأب بيعها في سوق النخاسة باعتبارها سقط المتاع وكانت محرومة من الثقافة .
أما مكانة المرأة عند الإغريق فإنهم اعتبر وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم , إن المرأة تشبه شجرة مسمومة , ظاهرها جميل , ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت , وقال بعضهم ( أن المرأة كائن لا نفس له وأنها لن ترى الحياة الأخروية , وأنها رجس وعليها أن تمضي جميع أوقاتها في الخدمة والخضوع ) ،
وقال أحدهم لتلاميذه :"إذا رأيتم المرأة فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا ولا كائنا وحشيا وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته ، والذي تسمعونه هو فحيح الأفعى."