لست أدري لماذا ترتفع الأصوات بين الحين والآخر بالمناداة بالمساواة بين الرجل والمرأة مساواة مطلقة فليس هناك ما يدعوا إلى مثل هذه الدعوات الباطلة الخبيثة التي لا يراد منها إلا تفكيك المجتمع وبث الفتن فيه ، لأن الله تعالى قد جعل بينهما اختلافا فكيف بنا لا نقبل أن يكون بينهما هذا الاختلاف ؟
يقول الله تعالى :" وللرجال عليهن درجة " فكيف بهم يتناسون هذا ؟!!
أترضى المرأة أن تكون أداة لهوٍ وتترك لهم الصدارة في العلم والتربية والثقافة والأدب والفكر ، فإن صلاح المرأة من أهم العناصر لبناء المجتمع وتقدمه ، فأين العقل ، أين الإيمان ، أين المروءة ، بل أين البناء والتربية ، أين الفكر والمبادئ والأهداف في حياة المرأة ، فهل تعلم وتفهم أن هناك من يريد إبعادها عن دينها وصدها عن كتاب ربها .
فلا بد لها أن تعي بأن هناك شتان بين من يريدها لمصالحه وبين من يريدها لأمته ، فلا بد أن تكون واعية أكثر من ذلك وأن تشارك في بناء المجتمع ونهضته لا كما يريدها الآخرون.
فهل صدّقت المرأة هذه الأكاذيب؟!!
فأين هم لتوجيه المرأة لصالح دينها وأين هم من المرأة فوق الأربعين ومشاطرة همومها ومشاكلها ، فلم نسمع من يحمل همها ويشاطرها أحزانها ويطالب بحقوقها ، وكذلك الفتاة الصغيرة ذات السبع والتسع والثاني عشر ، لماذا لا يهتم أولئك بهن !!! أين هم عنها معاقة ومطلقة ومسجونة ، أم أنهم يحملون همّ فتاة الخامس عشر أو العشرين وربما أيضا بشرط أن تكون جميلة وبيضاء وطويلة وأنيقة نعم هذه هي المرأة التي يطالبون بحريتها .
ألا تعلم المرأة بأن هؤلاء هم الذين ينطلقون لعبادة الدنيا والدرهم والشهوات ، وأنهم يسخرون من المرأة ، فيتعاملون مع شعرها وجسدها وجفونها بالأقمشة والألوان والأصباغ وكأنها دمية تتقاذفها الأيدي حتى شكى القبح من قبح شكلها ، ثم يدفعونها للجمهور لتعرض جنونهم وهواجسهم أمام الأعين والشاشات ، فالمرأة بالنسبة لهم مصدر ربح وثراء .
أليس هذا احتقار وإهانة للمرأة ؟!!
هل للمرأة شخصية مستقلة ، وهل لها عقل وهوية ؟!! فكم تقوم بعض النساء بقتل شخصيتها وتأجير عقلها ، وبيع حريتها بتفاهات لا قيمة لها ؟
فالأناقة والشياكة صفة جميلة في المرأة لكنها لا تعني الابتعاد عن الآداب الإسلامية ، والقيم العربية الأصيلة ، ولا تعني العتبة والغرور بالنفس واحتقار الآخرين ، ولا تعني التقليد لكل جديد ، وتعطيل العقل ، وضياع الشخصية ، لكن بحدود وظوابط عقيدة ديننا الإسلامي الحنيف .
فمن النقاب والبنطال والعباءة الفرنسية ، إلى اللثام وكشف الوجه وإظهار الساقين والركبتين ، والكعب والعباءة المطرزة والشفافة ، إلى موضة اللف والثياب القصيرة والشافة كالشيفون ، والفتحات السفلية والعلوية.
هذا التــبدل يا محـدثتـــي سـهم مـن الإلـحاد مرتـــد
ضدان يا أختاه ما اجتمعا دين الهدى والفسق والصد
والله مـا أزرى بـأمــتنـــا إلا ازدواج مــــا لــه حـــد
أمّا الحجاب ، العبادة العظيمة ونهر الحسنات الجاري ، ما تمسكت به الجواري، عزنا وفخرنا نحن المسلمون ، رجالا ونساء ، شرّق به الأعداء ، وغصّ به السفهاء السلاح الذي هزّ الأرض ، وأرعب الغرب ،
أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة ، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة إلى لون بنان تلك اللؤلؤة الثمينة ، فالحجاب هو القضية الكبرى ، والمسألة العظمى التي جهلنها بعض النساء ، وظنت أن الأمر لباس يلبس ، لها الحرية في اختيار شكله ولها الحرية في نزعه ، أنست المرأة ...؟!
أن الحجاب هو التحرر من الهوى ولادة ذات الهوى المتذبذب
هو الطـريق إلـى صـفاء سـريــرة وعلو منـزلةٍ ورفعـة منـزل
فمتى تفهم المرأة بأنها معركة الحجاب ، هدفهم نزعه وإحراقه ، فعليها فقط أن تتأمل تلك المرأة التي تضع في رأسها منديلا فتهتز أكبر دولة في أوروبا ، ألا تهزها هذه الحادثة !!!
فأين هم من يدّعون المطالبة بحقوقها ؟! أليس هذا حق من حقوقها أم ماذا ؟!!!!
وأخيرا أود أن أقول :
هي صــورة لمجلـــة هــي لـعبــة لعبت بـها كف القصــيّ المـذنــب
هــي لوحــة قد علّقت في حـــائط هـي سلــعة بيعـــت لكـــل مخرب
هي دمية لمسابقات جمالهن سلبت ولــو عصّت الهــوى لـــم تجلــب
يا ربـة البيــت الكريـــــم لواءها في الطهر مرفوع عظيم الموكـب
البيــت مملكــة الفتــاة وحصنــها تحميه من لـص العفاف الأجنبــي
لا تـركني لقرار مؤتــمر الهـوى فســجية الداعي سجيــة ثعلـــــب
لا تغرنـــــك لفظــــة معسولــــة مزجــــت معانيها بــسّم العقـــرب