يتبادر إلى الأذهان في بعض الأحيان سؤال هام وهو :
ما حكم عمل المرأة المسلمة ؟
يفسح الإسلام المجال أمام عمل المرأة لكي تعمل إذا ما وجدت ضرورة لعملها فإذا لم تكن ثمة ضرورة فلتبقى في بيتها وترعى أبنائها ، وتحسن تربيتهم ، وقد يظن البعض أن هذا عملا سهلا هينا ، ولكنهم واهمون ، إن المرأة التي تقدم للوطن أبناء أقوياء ، أصحاء ، متعلمين خير من تلك التي تترك أبنائها لمن يتولى تربيتهم وقد يفسد أخلاقهم ، فتنكبت الأمة في شبابها وأمل مستقبلها .
إن عمل المرأة في بيتها له من الأهمية أكبر من عملها خارجه ، وإن واجب الأمة أن تعلم المرأة الطرق المثلى في تدبير شؤون بيتها ورعاية أسرتها ، والقيام بواجبات أولادها ، وهذا بالطبع لا يمنعها من المشاركة في الحياة الاجتماعية والمساعدة في إدارة الحياة السياسية في مجتمعها ، فلها حق الاشتراك في الجمعيات الخيرية والإدلاء بصوتها في الانتخابات العامة وترشيح نفسها وغير ذلك من المشاركات بشرط ألا يعطل ذلك عملها الأساسي الذي وهبه الله لها وهو الأمومة .
إذا كان الإسلام قد منح المرأة كل حقوقها ، فإن واجبها أن تحسن استخدام هذا الحق وعدم المغالاة فيه ولذلك ينبغي عليها أن تتخير العمل الذي يناسبها ويجعلها في مأمن من الفتنة والاختلاط بالرجال والخلوة بهم ، ثم إذا اضطرت المرأة للخروج من دارها فلا بد لها من أن تغض بصرها وذلك امتثالا لقوله عز وجل :" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن..."(1) ولتكن في ثياب سابغة ساترة غير رقيقة أو محددة أو جاذبة للأنظار ممتثلة في ذلك أمر الله تعالى :" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ."(2) ولتكن وقورة هادئة في مشيتها " ولا يضرب بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن."(3)
هذا هو نظر الإسلام لعمل المرأة الذي أجاز لها ذلك ولكن وفق حدود وظوابط بحيث لا يتعارض مع تكوين المرأة الجسمي ومع ذلك كله فإن الإسلام يكلف أقاربها من الرجال بالإنفاق عليها وإن كانت تملك الملايين .